كلمة الامين العام

عام 2023 بين الركود الاقتصادي والنمو المحدود لصناعة الصلب

تباينت التوقعات حول حالة الاقتصاد العالمى فى عام 2023 بين التباطؤ و الركود ولكن الجميع اتفق على أن عام 2023 سيكون عاما صعبا نتيجة لتباطؤ الاقتصادات الرئيسية وهى الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبى والصين وخفض صندوق النقد الدولى من توقعاته لمعدل النمو الاقتصادى العالمي إلى 2,9 % عام 2023 بحد أقصىى.

وقد شهد العالم الكثير من التطورات على الساحة الاقتصادية منذ بداية جائحة كورونا الى استمرار الحرب الروسية الاوكرانية بالاضافة الى زيادة اسعار الفائدة التي كان لها تأثير مباشر على اسعار الوقود والغذاء وحركة الامداد هذا كان له الأثر السلبي الشديد جداً على معظم اقتصادات العالم وظهر بشكل جلي في معدلات النمو الهزيلة وأداء الأسواق المالية الضعيف.

ومن المتوقع أن يمتد تأثيرها عدة اعوام بمستويات متفاوتة بين دولة واخرى حيث هناك دول يمكن أن تتحمل تلك الضغوط ودول اخرى لاتتحمل حيث إنها تعانى من الاصل من مشاكل اقتصادية قبل جائحة كورونا ولاسيما الدول التى تعانى من ديون خارجية .

اما على مستوى الدول العربية بالرغم من الزيادة فى النمو الاقتصادى فى عام 2022 الى 5.5% فإن المنطقة تتسم بتباين كبير فى الاوضاع الاقتصادية ومسارات النمو حيث حققت العديد من الدول المصدرة للنفط زيادة كبيرة فى الانتاج والصادرات عام 2022 بينما كان ارتفاع التضخم وتدهور اسعار العملات المحلية فى العديد من الدول المستوردة للنفط أثره على اسعار المواد الغذائية والطاقة .

ومن المتوقع أن يتباطأ معدل النمو فى المنطقة العربية الى 3.5% عام 2023 بسبب تراجع الطلب فى منطقة الخليج من 6.6 % عام 2022 الى 3.7% عام 2023 مع تخفيضات متوقعة فى انتاج النفط عام 2023 بسبب أتفاقية “اوبيك+” .

وكذلك لتباين الاوضاع الاقتصادية فى دول شمال افريقيا ومنطقة شرق المتوسط فتوجد دول مصدرة للنفط ودول تشهد عدم استقرار سياسي واقتصادي ودول متأثرة بموسم الامطار ودول تعاني من ارتفاع اسعار العملة المحلية ونقص العملة الاجنبية ، فنجد ارتفاع النمو الاقتصادى فى كلا من العراق ومصر والجزائر والاردن فى عام 2022 ، ومن المتوقع ان يرتفع النمو الاقتصادى فى كلا من المغرب وليبيا والاردن عام 2023.

وعلى مستوى صناعة الصلب فمن المتوقع بعد التراجع فى الطلب على الصلب في العالم عام 2022 بنسبة 2.3% عام 2022 ليصل الى 1,796 مليون طن سوف يرتفع بنسبة 1% ليصل الى 1,810 مليون طن خاصةً زيادة فى استهلاك الصلب في مشروعات البنية التحتية .

وفى الدول العربية بعد الزيادة الكبيرة فى عام 2022 التى بلغت 9% التى رفعت استهلاك الصلب الى 41.5 مليون طن بسبب ارتفاع الطلب فى منطقة الخليج بفضل استئناف المشروعات القائمة مع زيادة الدخل.

ومن المتوقع أن يتراجع الى 2% فقط عام 2023 ليصل الى 43.3 مليون طن لتراجع مداخيل النفط المتوقعة عام 2023 بالاضافة الى تراجع الطلب خاصةً فى مصر في ظل زيادة التضخم ونقص العملة الاجنبية .

ويبدو أن يكون عام 2023 مليئ بالتحديات والمصاعب ولكنه قد يكون فرصة مناسبة لبعض الدول لالتقاط الأنفاس وتصحيح الاوضاع الاقتصادية.

ويأمل الاتحاد العربي للحديد والصلب أن تشهد صناعة الحديد والصلب العربية مزيداً من التنمية والتطور عام 2023.

د. كمال جودي
الامين العام
الاتحاد العربي للحديد والصلب

Ezz-780-1
kuwit-steel3
mih-1

اخر أخبار الاتحاد