3 عوامل تواجه سوق النفط … الحرب والتضخم وتعافي الطلب

توقع محللون نفطيون استمرار تقلبات أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري بسبب مخاوف الركود الاقتصادي وضعف معنويات السوق، التي تسببت في خسائر للأسعار على مدار ثلاثة أسابيع متتالية.
وأوضحوا لـ”الاقتصادية” أن أسعار النفط تتلقى في المقابل بعض الدعم من موسم القيادة الصيفي وعودة حركة السفر الجوي، إضافة إلى تقلص المخزونات إلى جانب اضطرابات الصادرات في ليبيا، وهو ما أدى إلى تفاقم مخاوف الإمدادات العالمية.
وأنهى النفط الخام تعاملات شهر يونيو الماضي منخفضا 8 في المائة عن الشهر السابق، في وقت يشعر فيه المستثمرون بالقلق من التباطؤ الاقتصادي العالمي المحتمل.
وسجل إنتاج “أوبك” ثاني انخفاض شهري على التوالي، كما انخفضت الصادرات الليبية إلى نحو ثلث مستوى العام الماضي بعد تفاقم الأزمة السياسية، التي أدت إلى تعليق الشحنات من اثنين من أكبر الموانئ في البلاد.
وتوقع المختصون ألا يكون ارتفاع أسعار النفط قريبا من نهايته، ولكن المكاسب الكبيرة لشهر عقب آخر في أسعار الخام قد تكون انتهت على الأقل في الوقت الحالي وفق تعبيرهم، حيث أدت مخاوف الركود إلى خسائر مضاعفة في يونيو الماضي، بينما في المقابل أنهت أسعار النفط الخام الربع الثاني مرتفعة.
وفي هذا الإطار، يقول روس كنيدي، العضو المنتدب لشركة “كيو إتش إيه” لخدمات الطاقة إن أسعار النفط ستستمر في التقلبات مع ميل إلى الارتفاع، حيث تؤدي الأزمة السياسية في ليبيا إلى انخفاض حاد في صادرات النفط، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار النفط يثير قلق الإدارة الأمريكية، التي تضغط من أجل الحصول على بنزين أرخص في الداخل وتحث شركاتها على اتخاذ إجراءات لتخفيض الأسعار.
ولفت إلى استمرار شح الإمدادات من بعض المنتجين مثل انخفاض إنتاج نيجيريا– على سبيل المثال- بمقدار 100 ألف برميل يوميا إلى 1.2 مليون برميل يوميا، وهو أدنى مستوى منذ انضمام البلاد إلى صفوف المنتجين الرئيسين، إضافة إلى استمرار زيادة تشديد الأسواق التي تعاني انخفاض الشحنات النفطية الروسية.
أما دامير تسبرات، مدير تنمية الأعمال في شركة “تكنيك جروب” الدولية ذكر أن السوق في حالة توتر وهو ما يعني استمرار تذبذب الأسعار، لافتا إلى شراء شركات التكرير الأوروبية مزيدا من الشحنات النفطية، خوفا من تراجع الإمدادات.
وأشار إلى أن تحالف “أوبك +” صادق في الأسبوع الماضي على زيادة إنتاج النفط لشهر أغسطس المقبل رغم الانقطاعات والصعوبات الاستثمارية في ظل هذه السوق المضطربة.
وهنا يوضح بيتر باخر، المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة أن مخاوف الركود والتباطؤ، التي اتسعت بعد رفع أسعار الفائدة لم تنل من الطلب العالمي، حيث لا يزال الطلب في الولايات المتحدة قويا، ومن المتوقع أن يصل عدد قياسي من السائقين إلى الطريق في نهاية هذا الأسبوع للسفر في يوم الاستقلال، ما يدعم استهلاك البنزين.
ونوه إلى بدء أسعار النفط بشكل قوي في الأسبوع الماضي لتتراجع لاحقا بسبب مخاوف النمو الاقتصادي وأخبار العرض والطلب الهبوطية، مشيرا إلى أن أسعار الطاقة المرتفعة تسهم في ارتفاع التضخم، وبالتالي رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة ويترتب على ذلك احتمال انخفاض النمو الاقتصادي، ما قد يؤدي إلى تقليل استهلاك الطاقة وما إلى ذلك.
بدورها، تقول آرفي ناهار، مختص شؤون النفط والغاز في شركة “أفريكان ليدرشيب” الدولية إن السوق لا تزال تترقب توفير مزيد من البراميل، خاصة بعد تصاعد نمو الطلب بعد رفع الصين لقيود جائحة كورونا، ما يؤدي إلى زيادة الطلب، كما أدت الزيادة في مخزونات المنتجات المكررة إلى جانب زيادة إنتاج النفط الأمريكي إلى انخفاض الأسعار.
وأضافت أن العوامل المؤثرة في سوق النفط الخام عديدة ومتشابكة، ويجب مراقبتها جيدا، وعلى رأسها الصراع بين روسيا وأوكرانيا وارتفاع معدلات التضخم وموسم القيادة الصيفية ووتيرة تعافي الطلب في الصين، كما يتجه الدولار الأمريكي إلى الاستقرار خلال الأسبوع الجاري، ما قد يساعد على انخفاض أسعار النفط.
وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، انخفضت أسعار النفط الجمعة 1 يوليو، وسط مخاوف مستمرة من ركود الطلب ألقت بظلالها على المعنويات ووضعت الخام القياسي على مسار تكبد ثالث خسارة أسبوعية على التوالي.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 20 سنتا أو 0.2 في المائة، إلى 108.83 دولار للبرميل، متخلية عن مكاسب بأكثر من دولار في وقت سابق من الجلسة. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط تسليم أغسطس 37 سنتا أو 0.4 في المائة، إلى 105.39 دولار للبرميل، ليتخلى هو أيضا عن مكاسب سابقة خلال الجلسة بلغت نحو دولار، وانخفض الخامان بنحو 3 في المائة، الخميس.
ووافق تكتل “أوبك+”، الذي يشمل منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” ومنتجين مستقلين منهم روسيا على الالتزام بسياسة الإنتاج المطبقة بعد اجتماعات استمرت يومين، لكن التكتل تجنب مناقشة سياسة الإنتاج بدءا من سبتمبر وما بعده.
وكانت “أوبك +” قد قررت زيادة الإنتاج شهريا بمقدار 648 ألف برميل يوميا في يوليو – أغسطس في زيادة عن خطة سابقة بزيادة الإنتاج 432 ألف برميل يوميا على أساس شهري.
من جانب آخر، انخفض إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار ثلاثة هذا الأسبوع، حيث تراجع إجمالي عدد الحفارات إلى 750 هذا الأسبوع- 275 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في 2021.
وأشار التقرير الأسبوعي لشركة “بيكر هيوز” الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر إلى ارتفاع حفارات النفط في الولايات المتحدة بواقع 1 هذا الأسبوع إلى 595، كما انخفضت منصات الغاز بمقدار أربعة إلى 153، بينما ظلت الحفارات المتنوعة على حالها عند 2.
ولفت التقرير إلى بقاء عدد الحفارات في حوض بيرميان على حاله هذا الأسبوع عند 349 بينما انخفض عدد الحفارات في إيجل فورد بمقدار أربعة إلى 68 وسجل عدد حفارات النفط والغاز في بيرميان أعلى بـ 112 مما كانت عليه هذه المرة من العام الماضي.
ونوه التقرير إلى ارتفاع إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة إلى 12.1 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 24 يونيو – وهو أعلى مستوى منذ أبريل 2020 عندما انتشر الوباء.

Twitter
Facebook

المزيد

Ezz-780-1
kuwit-steel3
mih-1