الصلب.. واختبار قوة انتعاش الصين

كلايد راسل

بعد بداية ممتازة للعام، ظهرت دلائل على فقدان قطاعَي الصلب وخام الحديد الرئيسيين في الصين، زخمهما شيئاً فشيئاً، ما يثير مخاوف بشأن قوة انتعاش ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وبينما انخفضت الأسعار عبر مجمع الصلب في جلسات التداول الأخيرة، بدا أن واردات الصين من خام الحديد تتراجع أيضاً بعد الأرقام الجيدة التي حققتها في يناير 2023.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن الصين تستحوذ على أكثر من نصف إنتاج الصلب في العالم، وتشتري نحو 70% من خام الحديد العالمي المنقول بحراً، وهو إحدى المادتين الخام الرئيسيتين المستخدمتين في صناعة الصلب، إلى جانب فحم الكوك.

وقد سجل السعر الفوري لخام الحديد القياسي 62% تسليم شمال الصين 118.8 دولار للطن يوم الاثنين، وفقاً لتقييم وكالة تقارير أسعار السلع الأساسية «آرغوس»، وهو أدنى مستوى منذ التاسع من يناير الماضي.

يأتي انخفاض سعر خام الحديد بنسبة 10.9% منذ أن بلغ ذروته حتى الآن في عام 2023 عند 133.40 دولار للطن في 15 مارس ، وسط تفاؤل السوق بشأن الطلب المستقبلي على الصلب حيث تحركت بكين لتحفيز الاقتصاد بعد إنهاء سياستها الصارمة المرتبطة بفيروس كورونا والتي عرقلت النمو في العام الماضي.

إلى ذلك، تعتبر الصين أيضاً أكبر منتج ومستهلك للفحم في العالم، وقد تعرضت أسعار فحم الكوك لضغوط، حيث انخفضت قيمة العقود المتداولة في سنغافورة نحو 24%، ما نتج عنه انخفاض أسعار السلعة من أستراليا، أكبر مُصدر للوقود في العالم، إلى 289.9 دولار للطن، في أدنى مستوى سعري منذ 30 ديسمبر من العام الماضي، بعد ذروة حققتها في فبراير الماضي عند 381 دولاراً للطن.

ولم تسلم أسعار الصلب المحلية في الصين من التداعيات السلبية، حيث أغلقت العقود الآجلة لحديد التسليح في شنغهاي عند 3946 يوان (574 دولاراً) للطن، يوم الاثنين، وهو أضعف سعر منذ 26 ديسمبر ، وبانخفاض 8.8% عن الذروة حتى الآن هذا العام عند 4328 يوان كانت في 14 مارس.

ولا يقتصر الأمر على انخفاض الأسعار فحسب، بل هناك دلائل على أن أحجام خام الحديد وإنتاج الفولاذ يضعفان بشكل طفيف أيضاً، حيث قدرت «رفينيتيف» واردات الصين من خام الحديد ب 94.17 مليون طن في مارس، ما يعني 3.04 مليون طن يومياً. وبالتالي فإن هذه الأرقام كانت أقل من 3.29 مليون طن يومياً، واردات الشهرين الأولين من هذا العام، والتي كانت النسبة خلالهما أعلى 7.3% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2022، وفقاً لبيانات الجمارك الرسمية.

وفي إبريل الجاري، ربما تتجه واردات الصين من خام الحديد لتحقيق نتيجة ضعيفة أيضاً، حيث أبلغت «رفينيتيف» عن 82.34 مليون طن متوقعة، ومع ذلك، من المرجح أن يرتفع هذا الرقم في الأسابيع المقبلة، مع توقعات بتسليم المزيد من الشحنات بحلول نهاية الشهر.

في غضون ذلك، وخلال الفترة الماضية، انحدر إنتاج الصلب في الصين لمستويات متدنية، حيث أبلغت شركة «ماي ستيل» الاستشارية عن انخفاض كميات إنتاج مواد الصلب الإنشائية، بما في ذلك حديد التسليح وقضبان الأسلاك، بنسبة 1.04% على أساس أسبوعي إلى 4.23 مليون طن للفترة المنتهية في 6 إبريل. مضيفة أنه خلال الفترة نفسها، شهد الطلب على منتجات الصلب انخفاضاً واضحاً بنسبة 6.7% على أساس أسبوعي إلى 4.36 مليون طن.

ويشير انخفاض أسعار وأحجام واردات خام الحديد المنقولة بحراً، فضلاً عن إنتاج الصلب إلى اعتدال منتظر في توقعات الطلب في الصين، على ما يبدو. ولربما كانت التوقعات الأولية بعد الإنهاء الدراماتيكي لقيود كورونا أواخر العام الماضي متفائلة للغاية، وما يحدث الآن هو مجرد إعادة تقييم. وبالتأكيد، لا تعني هذه المؤشرات الدخول في مرحلة التدهور أو الضعف، بل هي مجرد استبدال لحالة من التفاؤل المرتفع بواقع أكثر اعتدالاً، ولا يزال إيجابياً.

ومع ذلك، فإن الرسائل الحكومية الصادرة عن بكين تعتبر من العوامل المهمة التي يجب النظر فيها ومراقبتها دائماً، وسط تقارير تفيد بأن الصين تدرس هدفاً رسمياً لخفض إنتاج الصلب بنسبة 2.5% في عام 2023 من 1.018 مليار طن في العام الماضي.

وإذا تأكد ذلك، فهذا يعني رسمياً نهاية البداية القوية لإنتاج الصلب الصيني خلال يناير وفبراير من العام الجاري، عندما زاد الإنتاج 5.6% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2022، وبالتالي ستكون الأرقام معتدلة حتى نهاية عام 2023. لكن بالنسبة لخام الحديد وفحم الكوك، تشير التوقعات بأن الطلب على السلعتين سيظل قوياً في الصين، ولكن ضمن الحدود، وقد لا يرتفع كثيراً خلال عام 2023 ككل.

Twitter
Facebook

المزيد

Ezz-780-1
kuwit-steel3
mih-1