يدفع التوسع في الاعتماد على الطاقة الخضراء إلى زيادة متواصلة في أسعار الصلب عالميًا، وخاصة في الهند، حتى العام المقبل (2025)، وفق توقعات مؤسسة الأبحاث والتصنيف الائتماني الهندية “إندا-را” (Ind-Ra).

وأشارت مؤسسة التصنيف الائتماني إلى أن الطلب الصيني سيسهم في هذه الزيادة المتوقعة لأسعار الصلب، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ودفعت التوقعات باستمرار اضطرابات إمدادات الصلب عالميًا إلى إبقاء مؤسسة التصنيف الهندية على نظرتها المستقبلية لأسعار الصلب حتى العام المالي المقبل (العام المالي في الهند يبدأ أول أبريل، وينتهي آخر مارس من العام الجديد).

ويُعرف الصلب الذي يعتمد في إنتاجه على الطاقة الخضراء وتحديدًا الهيدروجين، بالصلب الأخضر، وشهد إنتاج هذا النوع نموًا متسارعًا، وأعلنت شركات في أنحاء العالم بناء 200 مشروع حتى أبريل 2024.

كما يُستعمل الصلب ومعادن عديدة أخرى مثل النحاس والألومنيوم في إنتاج معدّات وأدوات مشروعات الطاقة الخضراء بصورة عامة.

أوضحت مديرة مؤسسة التصنيف الائتماني الهندية “إندا-را” شرادها ساراوغي غارغ سبب توقعات مواصلة أسعار الصلب ارتفاعها من قبل مؤسستها، قائلة: “في وقت يواصل فيه النمو الاقتصادي العالمي تباطؤه بفعل الطلب الضعيف، يظهر طلب قوي على الطاقة الخضراء يحدّ -على ما يبدو- من هذا التباطؤ على المدى المتوسط، خاصة بالسوق المحلية في الهند”، حسبما ذكرت صحيفة “ذا إيكونوميك تايمز–إنرجي وورلد”.

ورجّحت المؤسسة تحسُّن ربحية القطاع في العام المالي 2025، بفضل أسعار الصلب المرتفعة، وجهود المنتجين لترشيد وخفض التكلفة، التي من المتوقع أن تقود إلى هوامش ربح أفضل.

غير أن المؤسسة حذّرت من مخاطر هبوط هوامش ربح شركات قطاع الصلب على المدى القريب، بسبب مشكلات الإمداد، وتغيرات في سلاسل الإمداد.

وكان تكتل صناعة الصلب البريطاني قد أشار إلى أن مصنّعي الصلب في المملكة المتحدة سدّدوا أسعار للكهرباء اللازمة للإنتاج، تعادل ضعف تكلفة نظرائهم في فرنسا وإسبانيا خلال الربيع الماضي، وأن ذلك يقوّض فرص التحول إلى تقنيات الصلب الأخضر في البلاد.

وأوضح التكتل أن الفجوة بين التكلفة بدأت في التوسع منذ 2015، وهو العام الذي بدأ فيه تتبُّع أسعار الكهرباء.

وتلاشت تلك الفجوة في 2022، خلال أزمة الطاقة الناجمة عن غزو روسيا لأوكرانيا، إذ وصلت الأسعار في كل أنحاء العالم إلى مستويات قياسية.

المصدر : الطاقة