دعا سعادة المهندس سعد بن شريدة الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة، إلى تعزيز مكانة صناعة الحديد والصلب العربية على الخارطة العالمية، وخلق الظروف التنظيمية والاستثمارية المناسبة لتحفيز نموها وتمكينها من المنافسة على مختلف المستويات.
جاء ذلك في كلمة سعادة وزير الدولة لشؤون الطاقة الافتتاحية خلال فعاليات أعمال قمة الصلب العربي السابعة عشرة والمعرض الدولي للحديد والصلب المصاحب لها، اللذين تستضيفهما الدوحة يومي 14 و15 أكتوبر الحالي بتنظيم من الاتحاد العربي للحديد والصلب.
وأشار سعادته إلى التحديات الكبيرة التي تواجه صناعة الصلب في العالم العربي ولا سيما التقلبات والأزمات الجيوسياسية التي تترك أثرا كبيرا على اقتصادات العالم وبالتالي على نمو وتطور هذه الصناعة.
وقال:” لقد شهد العام الحالي انتعاشا قويا في الطلب على الصلب في جميع أنحاء المنطقة، مدفوعا بمشاريع البنية التحتية الضخمة وسوق العقارات المتنامية. وبالرغم من ذلك، تنتج الدول العربية حوالي 40 مليون طن سنويا من الحديد والصلب من أصل مجمل الإنتاج العالمي البالغ قرابة ملياري طن. وهذا ما يجعل من تعزيز موقعنا على الخارطة العالمية تحديا مهما يتطلب جهودا مشتركة لتحفيز نمو صناعتنا وتمكينها من المنافسة على مختلف المستويات.” وأكد سعادة وزير الدولة لشؤون الطاقة على ضرورة مواءمة الحلول لهذه التحديات مع التوازن بين الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وخاصة فيما يتعلق بخفض البصمة الكربونية التي تشكل الحجر الأساس لجميع استراتيجيات الاستدامة في العالم.
ولفت إلى جهود شركة قطر ستيل التي حافظت منذ عام 1978 على بصمة كربونية منخفضة بفضل استخدامها لتقنية MIDREX والإنتاج من خلال أفران القوس الكهربائي، وهو ما خفض انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون إلى أقل من نصف المتوسط العالمي.
وقال: “يتعين على صناعة الصلب العربية أن تولي اهتماما خاصا للاستثمار في التقنيات المتقدمة وتعزيز ثقافة الابتكار، لأن المستقبل سيكون من نصيب القادرين على الاستثمار في البحث والتطوير وآليات الذكاء الاصطناعي.” من جهته عبر السيد عواد الخالدي رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للحديد والصلب عن أمله في أن يكون المؤتمر فرصة للتعاون والاستفادة من تجارب وخبرات المشاركين والتطلع لمستقبل مشرق لصناعة الصلب العربية والعالمية.
بدوره قال الدكتور كمال جودي الأمين العام للاتحاد العربي للحديد والصلب، إن القمة تمثل محطة هامة لتبادل الأفكار والرؤى بين أصحاب القرار في صناعة الحديد والصلب والخبراء على الصعيدين العربي والعالمي في وقت يشهد فيه العالم والمنطقة العربية مجموعة من التحديات متعددة الأبعاد والتي تؤثر حتما على صناعة الحديد والصلب.
ولفت إلى أن مستقبل صناعة الحديد والصلب مرتبط ارتباط وثيقا بالاستدامة والابتكار، بحيث تلعب التكنولوجيات الحديثة والبحث العلمي دورا محوريا في تطوير هذه الصناعة.