تواجه صناعة الصلب تحديات كبرى تتعلق بتغير المناخ والحاجة إلى الحد من البصمة الكربونية التي طالما اتُهمت منذ فترة طويلة بأنها أحد المؤثرين الرئيسيين للتلوث البيئي.
يجب الاعتراف بأن أكبر الدول في هذا العالم قد جعلت الرأي العام الدولي يدرك الحاجة إلى العمل بحزم من أجل الحفاظ على المناخ وتم الاتفاق على أهداف التنمية المستدامة على مستويات عالية، مثل الأمم المتحدة، واتفاقية باريس، والوكالة الدولية للطاقة، ومنظمة التجارة العالمية ونادي المناخ.
وفي شهر نوفمبر 2024، نشرت منظمة الصلب العالمية World Steel أحدث تقرير عن أداء الاستدامة لصناعة الصلب خلال الفترة من 2003 إلى 2023 ، والذي يصنف الشركات على أساس ثلاثة معايير رئيسية: الأداء البيئي، والأداء الاجتماعي، والأداء الاقتصادي وشملت الدراسة عدد من شركات الصلب مثلت حوالي 51٪ من إنتاج الصلب في العالم، أي ما يقرب من 950 مليون طن.
وقد تشرفت عدد من الشركات الأعضاء في الاتحاد العربي للحديد والصلب بأن تكون ضمن أفضل 30 شركة في قائمة الاستدامة لمنظمة الصلب العالمية وهي:
– حديد المراكبي (مصر) في المركز 23
– إمستيل (الإمارات) في المركز 24
– حديد عز (مصر) في المركز 25
ومن الشركات الأخرى التي حققت أداءً مشرفاً:
– قطر ستيل (قطر) في المركز 50
– حديد (المملكة العربية السعودية)، في المركز 53
– صلب (البحرين)، في المركز 62
هذا وقد وضع الاتحاد العربي للحديد والصلب أحدى أولوياته خلال هذه الفترة الاستدامة والحياد الكربوني في صناعة الحديد والصلب في الدول العربية من خلال دراسات تقوم بها اللجنة الفنية للاتحاد خاصةً وأن 99% من انتاج الدول العربية من خلال تكنولوجيا الاختزال المباشر والافران الكهربائية التي تعتمد على خردة الحديد حيث أشارت اللجنة الفنية للاتحاد في تقريرها الاخير في شهر سبتمبر 2024 عن الحياد الكربون في مصانع الصلب العربية ان متوسط انبعاثات ثاني اكسيد الكربون لشركات الصلب العربية 1.16 مكافئ CO2 / طن بينما متوسط انبعاثات ثاني اكسيد الكربون لمصانع الصلب في العالم 1.91 مكافئ CO2/ طن بنسبة 1% من انبعاثات ثاني اكسيد الكربون في العالم.
وقد اتخذت العديد من شركات الصلب العربية خطوات في مجال الحياد الكربوني من خلال خطط متوسطة وطويلة الاجل مع وضع التزامات بيئية صارمة في عمليات الانتاج في إطار التنمية المستدامة.
وعلى سبيل المثال، تعد استراتيجية ( مجموعة إمستيل ) مثالي في ذلك حيث استخدمت المجموعة 84٪ من الكهرباء النظيفة في أعمالها في مجال الصلب كما أحرزت تقدمًا كبيرًا في إزالة الكربون من عملياتها ومنتجاتها وسلسلة التوريد.
بالإضافة إلى ذلك، دخلت المجموعة في شراكة مع ( مجموعة مصدر ) لبدء التشغيل الناجح لأول مشروع تجريبي يسمح بإنتاج الصلب الأخضر باستخدام الهيدروجين الأخضر بدلاً من الغاز الطبيعي.
د. كمال جودي