تحديات صناعة الصلب العربية عام 2020

لقد شهدت صناعة الحديد والصلب العربية الكثير من التحديات في الاعوام القليلة الماضية التى اثبتت مدى قدرتها على البقاء والاستمرارية وتؤكد حضورها في مواجهة الصعاب .

فمن يعمل في هذه الصناعة يدرك تماما بان قوة صناعة الصلب تكمن في قدرتها على الاستمرارية وقبول التحدي.

قد يكون أكثر ما يهم منتجي الصلب هو معرفة ما سوف تكون عليه أحوال أسواق الصلب خلال الفترة القادمة حيث يخشى البعض من حدوث تغيرات تؤثر في صناعة الصلب .

وعلى الرغم من وجود اتفاق عام بين المحللين على أنه لا يوجد قاعدة لتحديد حالة السوق من صعود وهبوط في المستقبل القريب أو البعيد إلا انه يرى المنتجون في صعود الأسعار تعبيراً عن حالة انتعاش السوق وبالتالي انتعاش صناعة الصلب في حين يرى التجار في انخفاض الأسعار فرصة جيدة لتقليل التكاليف الناتجة عن تغيرات أسعار الصلب .

فعندما يتم أي دراسة عن صناعة الحديد والصلب في العالم نجد أن الصين تعتبر العامل المشترك الأكبر لصناعة الصلب في العالم حيث انها أكبر منتج للصلب في العالم وتستحوذ على 50% من منتجات الصلب ومما زاد اهمية الصين اكثر ظهور فيروس كورونا بها الذى تسبب فى تعطل وتباطؤ حركة النقل الجوي والبحري،

كما تم إغلاق العديد من المصانع الصينية تسبب فى تراجع انتاج الشركات التى تعتمد على المنتجات الصينية كذالك الغت بعض الدول عقود استيراد من الصين خوفا من انتقال الفيروس حيث أعلنت الهيئة الصينية لتنمية التجارة إن بعض المستوردين للمنتجات المعدنية الصينية أوقفوا قبول الشحنات من الصين على خلفية أزمة ظهور فيروس كورونا ،في حين يسعى البعض الآخر للحصول على تعويضات بسبب تأخر التسليم .

وقال مجلس تجارة المعادن التابع للمجلس الصيني لتشجيع التجارة الدولية إن بعض شركات في دول منها روسيا وتركيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أبلغت الموردين الصينيين أنها لن تتسلم أو أنها تسعى لتعليق عمليات الشراء.

ومن الصعب معرفة تأثير ذلك على الاقتصاد العالمي على المدى البعيد ولكن من المتوقع ان يتراجع النمو الاقتصادي الصيني عن العام الماضى وتراجع النمو الاقتصادي العالمي عن المتوقع.

ومن الصعب معرفة تأثير ذلك على الاقتصاد العالمي على المدى البعيد ولكن من المتوقع ان يتراجع النمو الاقتصادي الصيني عن العام الماضى وتراجع النمو الاقتصادي العالمي عن المتوقع.

وكانت الدول العربية ليست بمنأى عن تلك التداعيات التى سببها فيروس كورونا حيث حدت من حركة النقل الجوي والبحري بين الدول العربية بعد ظهور هذا الفيروس لعمل الوقاية اللازمة للحد من انتشار الفيروس مما قد يسبب تراجع فى الانتاج خلال الربع الاول من عام 2020 امتداد لعام 2019 الذي شهد تراجع فى انتاج معظم الدول العربية بسبب زيادة المخزون في ظل الركود الاقتصادي وتراجع أسعار النفط الذى اثر على استثمارات الدول العربية وخاصة الدول المنتجة للنفط في مشروعات البنية التحتية والإنشاء والتعمير وصاحب ذلك انخفاض في حجم الطلب على منتجات الصلب عام 2019 حيث واجهت صناعة الحديد والصلب العربية موجة كبيرة من الانخفاض في حجم الطلب مع زيادة في المعروض مما جعل بعض الشركات تلجأ خفض اسعارها وتقديم حوافز للموزعين.

وقد انخفضت توقعات معدلات النمو الاقتصادية في الدول العربية الى 0.6% بعد ان كان 1.5% عام 2018 بالرغم من ارتفاعها في بعض الدول العربية وخاصة في دول شمال افريقيا ويرجع السبب الرئيسي لهذا التراجع الى انخفاض اسعار النفط والظروف السياسية الاستثنائية التى تمر بها بعض الدول العربية .

ولكن من المتوقع ان يكون عام 2020 افضل من عام 2019 اقتصاديا مدفوعا بالاصلاحات الاقتصادية التي قامت بها العديد من الدول تقوده دول شمال افريقيا مصر والجزائر والمغرب .

ومهما كان عليه الحال بالنسبة لاسواق الصلب العالمية فان وضعية صناعة الصلب العربية ستظل محكومة بالاوضاع الاقتصادية للدول العربية ومعدل نمو قطاع البناء والتشييد وستظل صناعة الصلب في الدول العربية تنظر بعين التفاؤل نتيجة الاستثمارات الوطنية التى يقوم بها المستثمرون في الدول العربية وبعين التحديات القادمة من اسواق الخارج خاصة بعد تعافي الدول من فيروس كورونا وخاصة الصين التى سوف تسعى الى تعويض ما فاتها خلال شهور انتشار الفيروس وعودة حركة النقل الى حالتها العادية.

ويتمنى الاتحاد العربي للحديد والصلب ان يكون عام 2020 مبشرا لصناعة الحديد والصلب ومحققاً للاهداف التى يسعى اليها منتجو الصلب في الدول العربية .

Twitter
Facebook

المزيد