توقعت منظمة الصلب العالمية أن يرتفع الطلب العالمي على الصلب بنسبة 1.7 % إلى 1.793 مليار طن متري خلال العام الجاري مدفوعاً بزيادة الطلب في الهند مع استمرار انخفاض الطلب الصيني.
وأشار التقرير إلى أنه بعد عامين من التراجع والتقلبات الشديدة في السوق عقب جائحة كورونا تطهر دلائل تشير إلى نمو الطلب العالمي على الصلب في عامي 2024 و2025، ويتوقع التقرير أن يرتفع الطلب العالمي بنحو 1.2% إلى 1.815 مليار طن متري في عام 2025.
ويرى مارتن ثورينجر، رئيس اللجنة الاقتصادية في منظمة الصلب العالمية ، علامات مبكرة على استقرار الطلب العالمي على الصلب في مسار النمو في عامي 2024 و2025 بعد عامين من النمو السلبي والتقلبات الحادة في السوق منذ الجائحة في عام 2020.
وبحسب التقرير، يواصل الاقتصاد العالمي إظهار المرونة على الرغم من مواجهة العديد من الرياح المعاكسة القوية، والتأثير المتبقي من الجائحة والغزو الروسي أوكرانيا، وارتفاع التضخم، وارتفاع التكاليف وانخفاض القوة الشرائية للأسر، وتزايد عدم اليقين الجيوسياسي، والتشديد النقدي القوي.
وقال ثورينجر «مع اقترابنا من نهاية دورة التشديد النقدي، لاحظنا أن تشديد شروط الائتمان وارتفاع التكاليف أديا إلى تباطؤ حاد في نشاط الإسكان في معظم الأسواق الرئيسية، وأعاقا كذلك قطاع التصنيع على مستوى العالم».
الطلب على الصلب في الصين
وتتوقع منظمة الصلب العالمية أن يظل الطلب على الصلب في الصين خلال العام الجاري حول المستوى نفسه عام 2023، جرّاء استمرار انخفاض الاستثمار في العقارات، غير أن الطلب على الصلب من استثمارات البنية التحتية وقطاعات التصنيع سيعوض ذلك، وبحلول عام 2025 سيعاود الطلب على الصلب الهبوط لينخفض بنسبة 1% .
وأشار التقرير إلى أن الصين ربما تكون قد وصلت إلى ذروة الطلب على الصلب، مرجحاً استمرار انخفاض الطلب على الصلب في البلاد على المدى المتوسط.
تزايد الطلب على الصلب في الهند
يشير التقرير إلى أن الهند قد برزت لتصبح محركاً لنمو الطلب على الصلب منذ عام 2021، مرجحاً تزايد الطلب في البلاد بنحو 8 % خلال عامي 2024 و2025، مدفوعاً بالنمو المستمر في جميع قطاعات استخدام الصلب ولا سيما استثمارات البنية التحتية. وفي عام 2025، من المتوقع أن يرتفع الطلب على الصلب في الهند بنحو 70 مليون طن عما كان عليه في عام 2020.
الطلب في الولايات المتحدة وأوروبا
من المتوقع أن ينمو الطلب في أوروبا بشكل متواضع العام الجاري في ضوء ارتفاع التضخم وتشديد السياسة النقدية، ولكنه قد يزيد بنحو 5.3 % في عام 2025. وبحسب التقرير، يظل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة المنطقة التي تواجه حالياً أكبر التحديات مثل التحولات الجيوسياسية وعدم اليقين والتضخم المرتفع والتشديد النقدي، والسحب الجزئي للدعم المالي، وتكاليف الطاقة المرتفعة.
وعلى العكس تماماً من الاتحاد الأوروبي، يواصل الطلب على الصلب في الولايات المتحدة النمو، إذ يتوقع التقرير أن يتسارع الطلب على الصلب خلال العام الجاري بعد الانخفاض الحاد الذي قاده تباطؤ سوق العقارات في عام 2023 بفضل النشاط الاستثماري القوي، الذي تلقى دفعة من قانون خفض التضخم وانتعاش تدريجي لقطاع الإسكان.
استخدامات الصلب
البناء السكني
تراجع استخدام الصلب في قطاع البناء السكني مدفوعًا بارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع تكاليف البناء الذي أدى إلى انخفاض الطلب على الصلب في معظم المناطق الرئيسية التي تستخدم الصلب.
وشهد عام 2023 انخفاضات حادة في نشاط الإسكان في الولايات المتحدة والصين واليابان والاتحاد الأوروبي، ومن المتوقع أن يمتد الضعف في نشاط الإسكان حتى عام 2024 في معظم الأسواق الرئيسية بسبب سياسة النقدية المتشددة ومن المتوقع أن يبدأ الانتعاش الكبير في البناء السكني اعتبارًا من عام 2025 فصاعدًا.
التصنيع
كما أدى ضعف نشاط التصنيع العالمي بسبب ارتفاع التكاليف والشكوك وظروف التمويل الضيقة وضعف الطلب العالمي إلى إعاقة الطلب العالمي على الصلب في عام 2023. وتشير المؤشرات الرئيسية إلى بداية الانتعاش في نشاط التصنيع العالمي في عام 2024.
وكانت صناعة السيارات هي الاستثناء الملحوظ للضعف العام في التصنيع، حيث أظهر القطاع أخيرًا التعافي القوي الذي طال انتظاره في عام 2023 بفضل الطلب المكبوت وتخفيف قيود سلسلة التوريد.
وبعد عام من النمو القوي الذي تجاوز 10% في جميع البلدان الرئيسية المنتجة للسيارات، نتوقع يكون الطلب ضعيفاً في معظم الاسواق في عام 2024.
البنية التحتية
وقد عزز النشاط الاستثماري القوي في مرافق التصنيع والبنية التحتية العامة الطلب العالمي على الصلب في عام 2023. ويدفع الاستثمار في مرافق التصنيع طموح الاقتصادات الكبرى لتطوير القطاعات الاستراتيجية وضمان أمن العرض للمكونات والمواد الاستراتيجية على خلفية التوترات الجيوسياسية المتزايدة.
وكان التحول الأخضر للاقتصاد العالمي، والذي يتطلب تحولا اقتصاديا بحجم ونطاق غير مسبوقين، هو أحد العوامل الرئيسية وراء قوة الاستثمارات في البنية التحتية العامة. على سبيل المثال، تشير تقديرات دراسة حديثة للجنة الاقتصادية إلى أن الطلب العالمي على الصلب لمنشآت طاقة الرياح الجديدة سوف يتضاعف ثلاث مرات بحلول عام 2030 ليصل إلى حوالي 30 مليون طن مقارنة بأوائل عشرينيات هذا القرن.
وفي حين أن حصة الطلب على الصلب لمنشآت طاقة الرياح ستظل منخفضة نسبياً في إجمالي الطلب العالمي، إلا أنها قد تقدم دعماً ملحوظاً للطلب الإجمالي على الصلب في مناطق معينة مثل أوروبا.
كما أن استثمارات البنية التحتية العامة التي تهدف إلى تعزيز البنية التحتية ضد مخاطر تغير المناخ المتزايدة وإعادة إعمار المناطق المتضررة من الكوارث الطبيعية كانت عوامل رئيسية تدعم الطلب على الصلب في بعض البلدان الرئيسية التي تستخدم الصلب في عام 2023 (مثل اليابان والصين وكوريا وروسيا والهند)..
وتتوقع المنظمة استمرار قوة الاستثمارات في البنية التحتية العامة ومرافق التصنيع. ومع ارتفاع تكاليف البناء ونقص العمالة قدي يكون عائق رئيسي أمام العديد من الاقتصادات الكبرى، وقد يؤدي ذلك إلى تقييد المزيد من النمو في البنية التحتية العامة واستثمارات مرافق التصنيع على المدى القصير.