بداية أود أن أشكر جميع المشاركين في قمة الصلب العربي الـ 15 التي عقدت بمدينة المنامة في البحرين والتي تزامنت مع قمة المناخ السابعة والعشرين التي عقدت في مدينة شرم الشيخ في مصر وبينما كانت الدول تتدارس كيفية التغلب على تغُيرات المناخ  والحد من الاحتباس الحراري كانت قمة الصلب العربي تعرض العديد من أورق العمل حول إنتاج صلب صديق للبيئة هو الصلب الأخضر في ظل رؤية واضحة لتحرك عائلة مصنعي الحديد والصلب نحو صناعة صلب نظيفة بحلول عام 2030.

نعتقد أنه حان الوقت لكي تبدأ شركات الصلب العربية في التفكير بصورة جدية والمساهمة في تحقيق هذا الهدف في ظل الأهداف المعلنة بالدورة السابعة والعشرين لمؤتمر قمة المناخ وهي أهداف واعدة ، ويجب أن تساهم فيها جميع القطاعات ومع وجود التزام سياسي قوي حيث التزمت دول عربية الرائدة مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر باتخاذ خطوات ثابتة في هذا الشأن حتى عام 2030.

ويقدر حجم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من صناعة الحديد والصلب بحوالي 7٪ من إجمالي انبعاثات الكربون عالمياً  ولذا فإن إزالة الكربون من هذه الصناعة يلعب دورًا أساسيًا في تحقيق الأهداف المناخية ولكن تواجه صناعة الصلب تحديات كبيرة للغاية من أجل إزالة الكربون، كونها تعتمد تاريخيًا على الوقود الأحفوري، وخاصة الفحم، الذي يدخل في صناعة 70% من إجمالي إنتاج الصلب.

ويعد الاتحاد الأوروبي من المناطق السباقة في هذا المجال فقد بدأ في سياسات مجتمعية من خلال تنفيذ 60 مشروعًا منخفض الكربون بحلول عام 2030 وتقدر بنحو 85 مليار يورو منها 31 مليار يورو استثمارات و 54 مليار يورو نفقات تشغيل.

أما على مستوى صناعة الصلب العربية يجب البدء في أهداف  قصيرة المدى وأهداف طويلة الأجل التي تحتاج قرارات إستراتيجية نحو تحول مجدي اقتصاديًا ومحايد للمناخ الذي يتطلب عمل منظومة متكاملة لهذه الصناعة الحيوية لأي اقتصاد من المنبع  إلى المستخدم الأخير وتضافر جهود الشركات والمستثمرين وصناع القرار السياسي لإيجاد حلول فعالة لتقليل انبعاثات الكربون من هذه الصناعة ، دون نسيان جزء التمويل ، الذي يلعب دورًا حاسمًا في تنفيذ هذه السياسة.

يبقى أن نرى ما إذا كانت الدول العربية ستكون قادرة على حشد الجهود حول تحقيق أهداف متوسطة أو طويلة الأجل.

وفي هذا السياق ، يتم إنشاء مشروع لجنة فنية داخل الاتحاد العربي للحديد والصلب بالتوازي مع اللجنة الاقتصادية التي تشكلت قبل خمس سنوات ، ومن مهام اللجنة الفنية تقديم معلومات وتوصيات للحلول الفعالة لصناعة الصلب الأخضر لتحقيق أهداف المناخ والطاقة لعام 2030 وتنفيذ الإستراتيجية طويلة الأجل لعام 2050.

وسيكون من الضروري إجراء تدقيق صناعي للعديد من المواقع التجريبية كخطوة أولى لتسليط الضوء على قدرة مصانع الصلب العربية على الانتقال إلى إنتاج صلب اخضر من عدمه من خلال تحديد الوسائل والجداول الزمنية بمساعدة الشركاء والمنظمات المتخصصة في هذا المجال.