هل تقود الصين ثورة الصلب الأخضر عالميًا؟

من المهم أن تركّز جهود خفض الانبعاثات على تعزيز إنتاج الصلب الأخضر، كي يقطع العالم شوطًا كبيرًا نحو تحقيق أهدافه المناخية في القطاعات كثيفة الكربون.

ويمثّل إنتاج الحديد والصلب 3.4 مليار طن، أو ما يعادل 7% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون حول العالم، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وتمثّل الصين أكثر من 60% من إنتاج الصلب والانبعاثات المرتبطة به، لذلك يجب أن تقود إزالة الكربون من هذا القطاع، بحسب تقرير حديث صادر عن شركة الأبحاث، وود ماكنزي.

ومن أجل تحقيق هدف خفض درجة الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2050، يجب أن تتراجع الانبعاثات من قطاعي الحديد والصلب بأكثر من 90%، مقارنة مع المستويات الحالية.

كيفية التحول إلى الصلب الأخضر
تواجه صناعة الصلب تحديات كبيرة للغاية من أجل إزالة الكربون، كونها تعتمد تاريخيًا على الوقود الأحفوري، وخاصة الفحم، الذي يمثّل 70% من إجمالي الإنتاج، بحسب بيانات رابطة الفحم العالمية.

وترى وود ماكنزي أن إزالة الكربون من قطاع الحديد والصلب تتطلب استثمارات تقارب 1.4 تريليون دولار، لتكون الصناعة على المسار الصحيح لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.

حيث كانت استثمارات العالم في اظمة الطاقة عام ٢٠١٩ تقدر بـ 2.1 تريليون دولار وأصبحت ٤.٤ تريليون دولار يحتاجها العالم بشكل سنوي من 2021 الى 2050.
وبموجب سيناريو تخفيض درجات الحرارة الى 1.5درجة مئوية باجمالي استثمارات 131 تريليون دولار خلال الفترة 2021 الى 2030 منها 98 تريليون دولار استثمارات تستهدف الخطط الحكومية و 33 تريليون دولار استثمارات اضافية .

كما يحتاج تعزيز إنتاج الصلب الأخضر -الذي يعتمد على تقنيات منخفضة الكربون- إلى ثورة حقيقية على طول مراحل سلسلة القيمة، حسب التقرير الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

ومن أجل تحقيق الحياد الكربوني 2050، يجب اعتماد ثلاثة أرباع إنتاج الصلب على التقنيات منخفضة الكربون، مثل الطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف واحتجاز الكربون وتخزينه.

وفي تقرير سابق، توقعت وود ماكنزي انخفاض انبعاثات الكربون في صناعة الصلب بنسبة 30% بحلول عام 2050، لتصل إلى 2.332 مليار طن، حال تعزيز دور الهيدروجين الأخضر في عملية الاختزال المباشر للحديد وتقنية احتجاز الكربون وتخزينه في إنتاج الصلب.

ويعتمد ذلك على تعزيز التسويق التجاري للتقنيات الجديدة ودعم السياسات الخضراء، بما فيها رفع أسعار الكربون وزيادة الاستثمارات.

دور الصين في إنتاج الصلب الأخضر
يعتمد الكثير من التحول إلى الصلب الأخضر على الصين وحدها، إذ من المتوقع أن تنخفض انبعاثات الصلب في ثاني أكبر اقتصاد عالميًا بأكثر من 95% من المستويات الحالية بحلول عام 2050، لتحقيق أهدافها المناخية، وهذا يمثّل تحديًا كبيرًا، لأن جميع الإنتاج تقريبًا يأتي من أفران الصهر كثيفة الانبعاثات.

وفي الواقع، لم يتغلب منتجو الصلب في الصين على العقبات الأولى للتحول إلى الصلب الأخضر، والدليل على ذلك أن قائمة الشركات الكبرى في هذا القطاع -التي أعلنت إستراتيجيات لخفض الانبعاثات- تتضمن عددًا قليلًا للغاية من الشركات الصينية.

ومن أجل تشجيع الصناعة، أطلقت الصين نظام تداول انبعاثات الكربون على الصعيد الوطني، لكن مستوى أسعار الكربون ودعم السياسات نحو الصلب الأخضر لم يرتقِ يعد للحدّ الذي يوفر الاستثمار المطلوب.

وتبلغ أسعار الكربون الحالية في الصين 7 دولارات للطن، في حين إن الاستثمار المطلوب بالتقنيات النظيفة لصناعة الصلب يتطلب زيادة الأسعار فوق 100 دولار للطن.

ماذا عن دور المستهلكين في الصين؟
من شأن المستويات الهائلة من الاستثمار الرأسمالي وارتفاع أسعار الكربون بالطبع أن تؤدي إلى زيادة أسعار الصلب الأخضر، إذ من المتوقع أن ترتفع تكلفة التصنيع بنحو 100 دولار للطن، تماشيًا من الأهداف المناخية.

لذلك، فإن رغبة المستهلكين في شراء الصلب الأخضر قد تؤدي دورًا رئيسًا في إزالة الكربون من الصناعة، بالنظر إلى الحجم الهائل للسوق الصينية.

ورغم التحديات الضخمة، التي تواجه التحول الأخضر لصناعة الصلب في الصين، فإنّ تقدُّم البلاد في قطاعات الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية يعطي آمالًا بأنها قادرة على جلب المزيد من الاستثمارات والتقنيات النظيفة لتكون رائدة في إزالة الكربون من الحديد والصلب.

 

المصدر : الطاقة

Twitter
Facebook

المزيد

Ezz-780-1
kuwit-steel3
mih-1