برامج وأنظمة لوجيستية لتقليص نسبة الغبار الصلب في الهواء
أنابيب وفلاتر ومضخات لرش المياه وجرافات ومساحات خضراء وأسوار عالية لمنع انتشار الغبار
تبذل شركة توسيالي للحديد والصلب ببطيوة جهودا كبيرة من أجل حماية البيئة والعمال وحماية سكان منطقة الشهايرية التي تبعد 300 متر عن وحدات الإنتاج من خطر التلوث بالغبار الصلب، حيث تعمل الشركة على تطوير تقنيات فنية ثقيلة في نظام تجميع الغبار الناتج عن وحدات التعدين وأنشطة وحدات إنتاج الحديد، وعن خردة الحديد التي تحتوي على نسبة كبيرة من الصدأ من خلال مشاريع ناشئة دخلت حيز الخدمة ولا زالت قيد التطوير من أجل تقليص أكبر نسبة من غبار الحديد في الهواء
وزارت جريدة «الجمهورية» أول أمس شركة توسيالي في إطار دعوة خاصة تهدف إلى إيصال المعلومة وتوضيح بعض الإشكالات التي تثير استياء سكان الشهايرية الذين اشتكوا من التلوث الناتج عن وحدات الإنتاج في حين لم تنف توسيالي ذلك باعتبار أنه لا يمكن أن يخلوا أي معمل من مثل تلك المخلفات، إلا أنها أكدت اهتمامها البالغ بهذا الجانب والأولوية القصوى التي توليها لحماية البيئة والعمال بدرجة أولى وبالتالي اتخاذ كافة التدابير لمنع انتشار الغبار خارج محيط وحدة الإنتاج وتقليصه إلى نسبة تجاوزت 70 بالمائة في الوقت الحالي.
20 موظفا لاسترجاع الغبار ورسكلته
وتجسد شركة «توسيالي 5 برامج مهمة لتكييف غبار الحديد ومنع انتشاره وتطايره في الهواء والعمل على استرجاعه وإعادة استغلاله باعتباره مادة قابلة للرسكلة وأموال مهدورة في حال عدم جمعها من جديد، وخصصت من أجل ذلك فرق تقنية وفنية مكونة من 20 موظف تعمل على مدار اليوم للسهر على إنجاح المهمة، وتعرفنا من خلال جولة قمنا بها برفقة الفريق المتخصص ومسؤول خلية الإعلام السيد بوعبد الله بوطيبة على المشاريع المعتمدة للحد من انتشار الغبار والتي تجلت في أجهزة وأنابيب ضخمة ومراوح لامتصاص الغبار وفلاتر ذات قدرة عالية لاستخراج الهواء والغبار.
وتعمل الفرق التقنية على تطوير و تحديث هذه الأنظمة اللوجيستية بشكل تدريجي حيث تعمل الأجهزة على تنظيف كميات الغبار الناتج عن أنشطة الحديد وهذا موازاة مع عمليات الإنتاج المتواصلة، وتكمن مهامها في استرجاع الغبار وجمعه أولا عن طريق الوسائل اليدوية المتمثلة في 6 حفارات و3 جرارات وصهريجين لرش المياه و3 شاحنات قمامة، تعمل على مدار ساعات الإنتاج لجمع الغبار، وتعتبر العملية جزء مهم من مرحلة إزالة الغبار وجمعه إلى جانب الأنظمة الأخرى التي سنأتي على ذكرها في هذه الصفحة.
وتشغل الأنابيب الضخمة والمراوح وفلاتر جمع الغبار موازاة مع عمليات التعدين حيث تعمل هذه الأنظمة وفق تقنيات متطورة تقوم بتقليص كميات غبار الصلب الناتجة عن أنشطة الحديد من خلال محاصرتها وجمعها ومنعها من الانتشار في الهواء خاصة مع وجود الرياح، وستعزز هذه البرامج مستقبلا بمرصد للأحوال الجوية لتحديد اتجاه الرياح من أجل تحديد فترة تشغيله.
الاهتمام بالتشجير
كما وقفنا من خلال جولتنا للتعرف على أنظمة استخراج غبار الحديد ومنع انتشاره التي تعتمدها شركة توسيالي لحماية البيئة بدرجة أولى على مضخات الماء الضخمة التي تعمل على رش الأرضيات وأماكن تواجد معدن الحديد من المياه المسترجعة والمعالجة التي تستغلها توسيالي في عمليات الإنتاج لتقليص حجم المياه المستهلكة، وتعمل هذه الأنابيب على رش المياه خاصة عند تواجد الرياح وبالتالي تمنع تطاير الغبار في الهواء.
ولاحظنا أيضا اهتمام شركة توسيالي بالغطاء الأخضر الذي ضننا في أول الأمر أنه من أجل إضفاء جانب جمالي وتزيين محيط الوحدات إلا أن مسؤول خلية الإعلام السيد بوعبد الله بوطيبة كشف أن المساحات الخضراء لها دور كبير في حماية البيئة من غبار الحديد، حيث تم إطلاق دراسات ميدانية من قبل مؤسسات متخصصة من أجل تحديد نوع النباتات والأشجار التي تلائم طبيعة التربة وتساعد في الحد من انتشار غبار الحديد والصلب داخل محيط وحدات الإنتاج، و تم في هذا الشأن غرس أشجار النخيل التي نجحت بشكل واضح كون التربة مالحة نظرا لوجود سبخة في المنطقة، إضافة إلى شجيرات السيبريس وغيرها من النباتات التي تمتص الغبار وتحد من انتشاره في الهواء.
ويتمثل خامس مشروع لحماية البيئة من الغبار في بناء جدران عالية يصل طولها الى 5 أمتار وهي تبدوا أسوار عملاقة وكأنك في قلعة شامخة ما خيل لبعض المواطنين أنها أنجزت حتى لا يعلم الناس في الخارج ما يجري خلف تلك الأسوار داخل توسيالي لكننا علمنا أنها تحمي بنسبة كبيرة البيئة وتمنع انتشار الغبار نظرا لخصوصيتها وهندستها المميزة.
وأثناء جولتنا بمحيط وحدات الإنتاج لاحظنا أن كميات غبار الحديد المتناثرة يقتصر تواجدها وبكميات قليلة على محيط وحدات الإنتاج المتخصصة في التعدين ومواقع تواجد خردة الحديد، يحيط بها عمال نشطون لمحاصرة وجمع ذرات الحديد بآلات خاصة، كما أن الأنظمة التي تشتغل على مدار الساعة تلعب دور كبير وهام جدا في احتواء الغبار واسترجاعه الأمر الذي يحمي بشكل كبير البيئة والمواطن من أي تلوث ناتج عن وحدات إنتاج الحديد والصلب بمركب توسيالي.